سيرة حياتي الفنية من الصرخة الأولى حتى الصرخة الأخيرة.

علامات القدر – أقدارنا مكتوبة، فلنعش بهدوء.


ا ﻟ ﻤ ﺆ ھ ﻼ ت ا ﻟ ﻌ ﻠ ﻤ ﯿ ﺔ

• ﻣ ﺎ ﺟ ﺴ ﺘ ﯿ ﺮ ﻓ ﻲ ا ﻟ ﻔ ﻨ ﻮ ن ا ﻟ ﻤ ﺴ ﺮ ﺣ ﯿ ﺔ – ﻣ ﻌ ﮭ ﺪ ا ﻟ ﻔ ﻨ ﻮ ن ا ﻟ ﺠ ﻤ ﯿ ﻠ ﺔ – ﻟ ﺒ ﻨ ﺎ ن
• د ر ا ﺳ ﺎ ت ﻋ ﻠ ﯿ ﺎ ﻓ ﻲ ا ﻟ ﻠ ﻐ ﺔ ا ﻟ ﻌ ﺮ ﺑ ﯿ ﺔ و آ د ا ﺑ ﮭ ﺎ – ﺟ ﺎ ﻣ ﻌ ﺔ ا ﻟ ﻜ ﺴ ﻠ ﯿ ﻚ – ﻟ ﺒ ﻨ ﺎ ن

 

 

الرؤيا الأولى:

فور خروجي من كوكب بطن أمي الجنة إلى هذا الكوكب الجحيم المنتهي الصلاحية “Expired” حتى رأيتني أنظر على السجادة الحمراء في مهرجان كان “Cannes” السينمائي الدولي، أتغندر وأتبختر… ونجمات العالم يتهافتن لتقبيلي ويهتفن بلوعة:

” الله يساعد أمو، يا حرام، بدو يعمل ممثل!”


الرؤيا الثانية:

ثم رأيتني، خلال براعم العمر، في سهرات النار الكثيفة، أرقص حول النار وأغني، والأرياش تزين رأسي كالهنود الحمر، أرقص حول النار وأغني في قلب النار والنار ترقص من حولي وفي قلبي حتى نتحول معاً إلى رماد، مع رماد العمر البارد…

أنا الهندي الأحمر الأول والأخير، لا أزال أحمل مشعل النار من خشبة، إلى شاشة، إلى القلوب…


الرؤيا الثالثة:

وما لبثت وأنا الفتى الأرعن، في عمر المراهقة أتسلق سلم الأوهام – الأحلام، وأعتلي خشبات المسارح في المدارس، أتقمص الشخصيات التي أولدها من بنات أفكاري – شخصيات فضائية من كواكب غير مرئية، هابطة لإنقاذ كوكب الأرض والبشرية، هيهات!

والقناع يتهاوى تلو القناع، ومعه الأحلام – الأوهام!


الرؤيا الرابعة:

وقبل بلوغي سن الرشد، ولن أبلغه يوماً، فقدت رشدي، إذ ابتلاني الله – القدر، ورماني في معهد الفنون – قسم التمثيل والمسرح… حيث رحت أجول وأجول في عوالم ومسرحيات الكبار، “ما تركت حدا من شري ومن خيري”. بدءاً من آباء المسرح العالميّ في اليونان: سوفوكل، بوريبيدوس، أسفيلوس، وأرستوفان… مروراً بشكسبير، وموليير، جان بول سارتر، ألبير كامو، فرناندو أرابال، جورج شحادة… وتوقفت ملياً مع صموئيل بيكت ومسرحيته الوجودية “بإنتظار غودو – “Waiting for Godot. هذا الانتظار العبثي اليائس، الذي يفضي إلى الخواء والعراء والعداء…


في السنة الخامسة – الدراسات العليا في المعهد، بعد كل هذا الطواف والطواف، استقر بي المطاف مع توأم روحي يوجين يونسكو ومسرحية “الملك يموت Le Roi se meurt” يعلن فيها موت الملك رمز الحضارة الزائفة وانهيار كل المبادئ والقيم التي أقام العالم على أساسها، هذا النظام العالمي الكارثي الموبوء، في هذا الكوكب المريض المعتوه!


الملك يموت والإنسان يموت، هو الذي بنى مملكته الواهية والواهمة على هذا الكوكب، وتوهم أنه يملك السعادة والرخاء في أرض الشقاء والفناء. أقدارنا مكتوبة، فلنعش بهدوء…


جوزيف أبو دامس

٢٠٢٤